الحكومة الذكية بين النظرية والتطبيق
- Ahmed Mohammed
- Feb 21, 2017
- 2 min read

لا شك أن الهواتف الذكية في الأعوام الماضية دخلت مختلف مجالات حياتنا فلم تعد فقط لاجراء المكالمات بل هي وسيلة تواصل اجتماعي ومراقبة صحية وتسلية من خلال التطبيقات العديدة وأصبحت مؤخراً وسيلة دفع الكتروني.
وإن كان في الدول المتقدمة من الطبيعي تملك الهواتف فإنها لاتزال في مراحل النمو في الكثير من البلدان وفي السنوات الأربع المقبلة وبحلول عام 2020 فإن 5.4 مليار شخص حول العالم سيكون لديهم هاتف، وفقاً للتقرير السنوي لشركة سيسكو وسيكونوا بذلك أكثر من مشتركي الكهرباء حيث سيكون هناك 5,4 مليار ممن لديهم كهرباء وسيكون 3,5 مليار شخص لديهم مياه جارية بينما سيكون هناك 2,8 مليار سيارة على الطرقات حول العالم.
ويتوقع تقرير سيسكو نمواً بمقدار عشرة أضعاف في حركة البيانات المتنقلة عبر الأنترنت بواسطة الهواتف الذكية حيث ستصل إلى 366.8 إكسا بايت بحلول عام 2020 وهو مايوازي 81 تريليون صورة على الانستغرام و7 تريليون مقطع فيديو على اليوتيوب.
وفي المجموع، تقدر سيسكو أنه سيكون هناك 11.6 مليار جهاز هاتف جاهزة للاستخدام في عام 2020 ارتفاعاً من 7.9 مليار في العام الماضي. وتعتقد الشركة أنه سيتواصل ازدياد استخدام الأجهزة الذكية التي يمكن ارتداؤها بالإضافة إلى وصول، التكنولوجيا اللاسلكية 5G فائق السرعة في العام 2020
وسيرتفع متوسط سرعة نقل البيانات عبر الأنترنت في العالم إلى ثلاثة أضعاف السرعة الحالية حيث سيصل إلى 6,5 ميجابايت بالثانية وإن كان كثير من الدول المتقدمة لديها الأن متوسط سرعة أكبر من ذلك حيث تبلغ في الولايات المتحدة 9,9 ميجابايت بالثانية ولكن زيادة السرعة في المتوسط العالمي سيكون في البلدان النامية حيث يتوقع أن يكون هناك أعلى معدل نمو في سرعة البيانات المتنقلة مع زيادة 15 ضعف خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وبموازات أجهزة الهاتف الشخصية، تأتي الأجهزة اللوحية Tablet & I Pad باختراق المؤسسات عبر تطبيقات منتوعة في قطاع الصحة والوقاية وقطاع النفط والغاز والإدارة الداخلية والأجهزة الحكومية وصولاً إلى المكتبات العامة والنوادي الصحية والفنادق.
وفي نفس الوقت كانت تكنولوجيا الحوسبة السحابية Cloud Computing تتطور على قدم وساق مما أدى بطريقة غير مباشرة إلى تأمين بنية تحتية حاسوبية مطاطة وتحت الطلب للتطبيقات الجوالة بحيث تستطيع المؤسسات أن تنطلق من تطبيق جوال يخدم العشرات إلى خدمة ملاين المستخدمين عبر السحابة الحاسوبية.
ولم يتوقف التطور عند هذا الحدة، بل انتشرت في الفضاء الإلكتروني مجموعة من "الأدوات أو الأشياء" على شكل أجهزة استشعار تقييس المناخ ومعدلات الصحة الشخصية والتغييرات البيئية والمناخية وغيرها من الأمور، انتشرت تلك الأشياء الالكترونية المرتبطة بالانترنت ومن أجل تشكيل ما سوف نطلق علي انترنت الأشياء "Internet of Things" والتي تهدف إلى تجميع الداتا بشكل أوتوماتيكي من مصادر مختلفة وإرسالها إلى خوادم وسيرفيرات التحليل والدراسة من أجل توظيف معلوماتها في مجال الوقاية الصحية وزيادة الإنتاج وتخفيض التكاليف التشغيلية.
مما سبق فإنه عصر الفرص الجديدة ولا يمكن للحكومة، وهي اللاعب الأكبر والأساسي في المجتمع، ان تبقى متفرجة على كل تلك التطورات والفرص من دون محاولة استثمارها من أجل النهوض بمستوى خدماتها العامة بعد أن وصلت إلى مرحلة الاستقرار (Plateau) على جبهة تطبيقات الوب الكلاسيكية.

Comments